مستلزمات نجاح التنمية المؤسسية ، وخصائص الجمعيات الفعالة

يقصد بالتنمية المؤسسية في معرض الحديث عن التطوع ، الأساليب التي تتبعها الجمعيات والمؤسسات التطوعية ، من أجل تحسين قدراتها على استخدام مواردها البشرية والمالية على نحو فعال، بهدف تحقيق غاياتها المحددة في أنظمتها الأساسية ، شرط أن يكون أسلوباً مستمرا ومنتظما وفعالا 0

والتنمية المؤسسية بالمختصر ، عبارة عن دورة تشمل سلسلة من النشاطات الهادفة، ذات مراحل أربع هي :
1- الحصر : وهو عبارة عن تحديد مصادر قوة الجمعية وضعفها والفرص المتاحة أمامها والمخاطر التي تهددها 0
2- تحديد الغايات : وهي إما غايات إستراتيجية لبرامج التنمية المؤسسية نفسها،تهدف إلى تطوير الجوانب المؤسسية للجمعية ، أو غايات تتصل بأهداف الجمعية عامة 0 ودور التنمية هنا المساعدة في إعادة تشكيل تلك الأهداف وصقلها0
3- التصميم : وهو في جانب منه تصميم الخطط والبرامج، باستخدام المنهج المنتظم للتنمية المؤسسية. وفي الجانب الآخر تصميم أنشطة التنمية المؤسسية الهادفة إلى تحسين الخطط والبرامج. وقد يمتد الهدف ليشمل القاعدة التنظيمية للجمعية وبناء القدرات والنظام الأساسي وتوسيع قاعدة العضوية وتنمية الموارد وتحسين الإجراءات الإدارية وغيرها0
4- التنفيذ : أي تنفيذ البرامج والأنشطة التي تتلاءم مع أهداف الجمعية 0
وهناك مرحلة لاحقة وهي الرصد والتقييم لبرامج التنمية المؤسسية . يتم بناء عليها تعديل النهج وتكييفه بما يحقق زيادة فعالية الجمعية، وصولاً إلى إتباع نهج واضحة ومستمرة0

ولكن متى ولماذا نريد التنمية المؤسسية :
عادة ما تطرح الجمعيات موضوع التنمية المؤسسية عندما تريد أن تجدد نفسها0، إما نتيجة لضغوط داخلية أو لرغبات خارجية ( شركاء- دولة – جمهور....) وفي أحيان أخرى يطرح موضوع التنمية المؤسسية عندما يتولى أناس جدد مسؤولية الإدارة في الجمعية ، أو عند حدوث عملية إغاثة كبرى ، أو الشروع في تنفيذ برنامج جديد 0 والغاية من التنمية المؤسسية هي تحسين أداء العمل للوصول إلى الأهداف بأسرع الطرق وأقصرها.هذه الغاية يجب أن تكون واقعية وملموسة ، ولدى الجمعية الوسائل المناسبة لتحقيقها وأهمها القيادة والموارد ، فهي في جانب منها عبارة عن دافع لتوفير الوسائل التي تجعل النتائج المتوقعة ممكنة على نحو ملموس 0 وفي جانب ثان هي القوة التي تحفز الأشخاص على تحقيق النتائج ،حتى عندما تكون الوسائل المتاحة محدودة0
وإذا ما أريد للتنمية المؤسسية النجاح يجب أن يكون ثمة هيكل إداري قائم للجمعية ، يتم من خلاله إيصال برامج التنمية المؤسسية الى غاياتها كاملة. وأهمها جعل الجمعية فعالة بما فيه الكفاية .
وخصائص الجمعية الفعالة المعتمدة على منهج التنمية المؤسسية هي :
· مهمتها محددة بوضوح
· لديها القدرة على تحقيق التوازن بين المحافظة على القيم الراسخة في المجتمع ، والتجديد اللازم لمواجهة التحديات
· تحافظ على المساواة في التعامل بين أفراد الجمهور حيث تستقطب أعضاءها وتوظف العاملين لديها من كافة شرائح المجتمع وفئاته0
· تعمل جاهدة لاستقطاب الشباب في عضويتها 0
· لديها مجلس إدارة محددة وظائفه بوضوح ، ويتمتع بالحد الأدنى لاستقلالية القرار ويتخذ قراراته بصورة ديمقراطية بعيدة عن التسلط والتعصب والمحاباة0
· يشترك متطوعوها في اتخاذ القرارات من خلال لجان يشكلها مجلس الإدارة0
· لديها سياسة واضحة لكيفية استقطاب المتطوعين وتعيين الموظفين الأكفاء0
· تسعى للتقليل من الاعتماد على المساعدات الخارجية ، وتعمل جاهدة على تنويع مصادر دخلها0
· لديها جهاز محاسبة لمراقبة نفقاتها
· تتوفر عندها بنى تحتية تمكنها من تحقيق غاياتها، بخاصة المقر والآليات ومعدات المكاتب
· لديها خطط تنمية واضحة (العضوية- الموارد– القدرات...)
· تضمن أن تكون سمعتها متوافقة مع السمعة المطلوب تكوينها لدى الجمهور0
· تعد تقريرا مفصلا عن أنشطتها وتمويلها وإنجازاتها توزعه عل أكبر عدد من متطوعيها والداعمين لها0
· تشرك في أنشطتها الفئات المستهدفة لخدماتها0
· تقيًم باستمرار نوعية وتأثير أنشطتها وتدخل التعديلات المناسبة عليها كلما دعت الحاجة0
ولا شك أن من الحقائق الهامة، الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه تنمية الموارد البشرية ضمن عملية التنمية المؤسسية في نجاح عمل الجمعية وهذا يقودنا إلى أهمية رأس المال الفكري للمتطوعين باعتباره عاملا من عوامل نجاح الخطط والبرامج التنموية0
ومن المؤكد أن التدريب يلعب دورا حيويا في تكوين رأس المال الفكري وذلك من خلال اكتساب العاملين في الجمعية المعارف وتنمية القدرات وتطوير المهارات بكل السبل المتاحة ، وأهمية التدريب معروفة لا داع للتفصيل فيها لكن لا بد من الإشارة إلى ما يلي :
1- ينبغي التركيز في التدريب على العناصر المستقرة والتي تملك من ا لمعرفة ما يؤهلها للاستيعاب والإفادة
2- يجب أن تحتوي الجمعية على مكتبة تشتمل بالإضافة لموجوداتها على : منشورات وأقراص ليزرية وكتيبات تحوي ما سبق للمتدربين أن تلقوه في الدورات التدريبية
3- وجود قاعدة وبيانات تتضمن أسماء الأشخاص الذي حضروا نشاطات تدريبية
4- في الجمعيات التي لها فروع خارج المركز يجب إشراك عناصر من هذه الفروع في الدورات التدريبية
5- ضرورة الاستفادة من الخبرات التي أكتسبها المتدربون وبخاصة في مجال تخطيط المشاريع ،مما يتيح للجمعية إيصال خدماتها إلى أكبر شريحة من طالبي المعونة0
6- يجب أن يشمل التدريب أجهز ة الحكم والعاملين بالجمعية وبعض المتطوعين من أعضاء الهيئة العامة بخاصة الشباب منهم0
وتبقى أخيرا التنمية المؤسسية المستمرة ضرورة من ضرورات العمل، لتمكين الجمعيات من تحسين أدائها بكفاءات مؤسسية وتشغيلية أقوى ، من اجل توفير خدمات نوعية مبنية على أساس القدرات المحسنة والالتزام والمصداقية0
ملاحظة: هذا المقال منقول